«واشنطن بوست»: هل تنجح حملة تكساس التحذيرية في ردع الهجرة غير الشرعية؟

«واشنطن بوست»: هل تنجح حملة تكساس التحذيرية في ردع الهجرة غير الشرعية؟
حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت خلال إطلاقه حملة الإعلانات

أطلق حاكم ولاية تكساس، غريغ أبوت، حملة إعلانات كبيرة على شكل لافتات تحذيرية، تهدف إلى ردع المهاجرين من العبور إلى الولايات المتحدة بطرق غير قانونية.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، أمس الثلاثاء، تضمنت اللافتات رسائل قاسية تحذر من احتمالية تعرض المهاجرين، خصوصًا النساء والفتيات، للاغتصاب والاستغلال من قبل مهربي البشر.

واستهدفت الحملة المهاجرين المحتملين من دول أمريكا الوسطى مثل السلفادور وغواتيمالا وهندوراس.

مخاطر تواجهها النساء

تضمنت إحدى اللافتات المكتوبة باللغة الإسبانية سؤالًا صريحًا: "كم دفعت لاغتصاب ابنتك؟" مشيرة إلى المخاطر التي قد تواجهها النساء أثناء محاولات الهجرة.

وأكد مكتب أبوت في بيان له، أن الهدف من هذه الرسائل هو تسليط الضوء على المخاطر الكبيرة التي يواجهها المهاجرون في طريقهم إلى الولايات المتحدة عبر مهربي البشر الذين يقومون باستغلالهم، وأضيف في إحدى اللافتات الأخرى: “زوجتك وابنتك ستدفعان ثمن الرحلة بجسديهما".

وتم نشر 40 لافتة في كل من أمريكا الوسطى والمكسيك، وتتنوع هذه الإعلانات بين الإسبانية والعربية والصينية والروسية، مما يعكس التنوع الكبير للمهاجرين الذين يأتون من مختلف أنحاء العالم، وتشير بعض اللافتات إلى تعرض المهاجرين للعنف الجنسي أو الاختطاف، بينما تحذر أخرى من أن المهاجرين الذين يدخلون الولايات المتحدة بشكل غير قانوني سيواجهون السجن.

وقال حاكم تكساس في مؤتمر صحفي عقده في مدينة إيغل باس الحدودية، إن الهدف من الحملة هو تسليط الضوء على الاعتداءات الجنسية التي تتعرض لها النساء المهاجرات، بالإضافة إلى تحذيرهم من خطر الاعتقال والترحيل بعد الوصول إلى الولايات المتحدة، وأوضح أن الرسالة الأساسية هي: "لا تخاطروا برحلة خطرة".

دواءً قاسيًا

في الوقت ذاته، أنفقت ولاية تكساس مليارات الدولارات على تعزيز الحدود وتقويتها كجزء من الحملة الأوسع التي تعدها ولاية تكساس لتكون نموذجًا للإجراءات الصارمة ضد الهجرة غير الشرعية التي وعد بها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.

وأرسلت الدولة مئات الحافلات المحملة بالمهاجرين إلى مناطق ليبرالية في جميع أنحاء البلاد، وهي خطوة تعرضت لانتقادات من بعض المنظمات الحقوقية.

ركزت الحملة على العنف والانتهاك الذي قد يتعرض له المهاجرون أثناء محاولتهم عبور الحدود بشكل غير قانوني.

وأكد الخبراء أن هذه مشكلة ملحة، إلا أن بعض الأكاديميين أبدوا تساؤلات حول ما إذا كانت الرسائل القاسية التي اعتبرها أبوت "دواءً قاسيًا" ستكون فعالة في ردع المهاجرين المحتملين أو في معالجة المخاطر التي يواجهونها من قبل مهربي البشر.

تحديات مقلقة للمهاجرين

أشار عالم الاجتماع ديفيد كايل من جامعة كاليفورنيا في دايفيس، الذي يدرس الهجرة وتهريب البشر، إلى أن المهاجرين يعرفون بالفعل المخاطر التي يواجهونها، وقال: "هذه حقيقة يعرفها الجميع، ولا أعتقد أن هذه الرسائل ستغير قرار المهاجرين".

وأوضح كايل أن هناك فهمًا خاطئًا بأن المهاجرين لن يعرضوا أنفسهم للخطر إذا علموا بالمخاطر، مع تجاهل التحديات الكبيرة في بلدانهم الأصلية.

وتشير التقارير إلى أن المهاجرين الذين يحاولون دخول الولايات المتحدة بشكل غير قانوني هم الأكثر عرضة للاختطاف والاستغلال، وأظهرت التحقيقات الجنائية في المدن الحدودية المكسيكية، مثل رينوسا وماتاموروس، أن حالات الاغتصاب للمهاجرين الأجانب كانت في أعلى مستوياتها على الإطلاق في عام 2023.

ووثقت منظمة واشنطن لحقوق الإنسان في أمريكا اللاتينية في أبريل الماضي أن العصابات الإجرامية تقوم باختطاف المهاجرين، واستغلالهم جنسيًا، وابتزازهم.

وفي ما يتعلق بفاعلية الحملة، شدد أستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا في دايفيس، براد جونز، على أن المهاجرين يأتون لأسباب تتجاوز الرسائل التهديدية التي قد تُعرض على لوحات الإعلانات.

وقال جونز: "المهاجرون يأتون للهروب من الأزمات المستمرة في بلدانهم، مثل العنف الذي تسببه العصابات في غواتيمالا وهندوراس والسلفادور أو بسبب الأزمات السياسية في فنزويلا".

سياسات الهجرة الصارمة

أظهرت دراسة شاملة من صحيفة واشنطن بوست أن العديد من المهاجرين من المكسيك وأمريكا الوسطى يدخلون الولايات المتحدة هربًا من العنف السياسي والاجتماعي في بلدانهم، بينما واصل المهاجرون من دول أخرى مثل الصين دخول الولايات المتحدة، وهو ما عززته إعلانات الحاكم أبوت.

وفي ظل هذه التحديات، يعتقد الكثيرون أن السياسات الأمريكية قد أسهمت في خلق بيئة مربحة للعصابات الإجرامية على الحدود، مما جعل المهاجرين أكثر عرضة للابتزاز والاستغلال الجنسي.

وأكدت منظمات حقوق الإنسان مثل "هيومن رايتس ووتش" و"إنسايت كرايم" أن تشديد الأمن على الحدود قد خلق اختناقات للمهاجرين، مما جعلهم عرضة للانتهاكات من قبل العصابات الإجرامية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية